سوادي هبة خالقي
أستاذة أمريكية كانت تستهتر دائما بطالب أسود اللون، فأجابها ـ يوما ـ بهذه الخواطر الآتية، فما كان منها إلا أن أسلمت خاضعة متذللة لله تعالى. اقرأ أخي الطالب وتأمل!
سوادي هبة خالقي وأحس بإرضاء
لوني شرف لي وللكعبة كساء
للرجــال مميز للشوارب واللحاء
سوادي في العيون زينة وبدونه عمياء
سوادي خيام بادية لعروبة كرماء
تعلمين لوني للمرأة سترا وجمالا وغطاء
سوادي على كل رأس أمنية النساء
وإن كان شعرك أبيض تشترني لوني بسخاء
وبعدما تضعينه تعودين شباباً للوراء
وكل من يزور الكعبة يقبل لوني بانحناء
السواد هو صندوق سر لرحلات الفضاء
السواد هو بترول مبدل صحاريك لواحة خضراء
لولا السواد ما سطح نجم ولا ظهر بدر في السماء
السواد هو لون بلال المؤذن لخير الأنبياء
لولا السواد لا سكون ولا سكينة بل تعب وابتلاء
والسواد فيه التهجد والقيام والسجود والرجاء
فيه الركوع والخشوع والتضرع لاستجابة الدعاء
فيه ذهاب نبينا من مكة للأقصى ليلة الإسراء
اسمعيني والله أنت مريضة بداء الكبرياء
أنصتي لنصيحتي يا امرأة و لوصفة الدواء
عليك بحبة مباركة من لوني مع جرعة من ماء
أنا لست مازحاً وستنعمين والله بالصحة والشفاء
سامحيني يا مغرورة لكل حرف جاء وكلمة هجاء
وكل ما ذكرت هو حلم في غفوة ليل أسود أو مساء
لا أسود ولا أبيض بيننا في شرعنا سواء
كلنا من خلق الله الواحد نعود لآدم وأمنا حواء
فهذه الخاطرة نبعثها من القلب لما يحدث في عالمنا الإسلامي والحضاري من عنصرية وتشتت، قال الله تعالى: ﴿وَمِنَ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالاَرْضِ وَاخْتِلاَفُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِلْعَالمَـينَ﴾، وقال أيضا: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالاَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ العُلَمَاءَ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ... ﴾
من هذه الآيات نعلم أن الله خلق البشر بألوان و ألسنة مختلفة لحكمة عنده، فلماذا يحتقر الناس بعضهم بعضا باللون واللغة والخلق؟، فقد كان بلال رضي الله عنه أسود اللون أبيض القلب، فكان محبوبا عند قدوتنا ومنبع الهداية رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي يقول ناهيا عن التفريق بين الناس من أجل ألوانهم و ألسنتهم: "لا فرق بين أعجمي ولا عربي، ولا أسود ولا أبيض إلا بالتقوى"
فعلينا أيها الجمع الكريم أن نتحاب فيما بيننا وأن نترفع عن سفاسف الأمور حتى نكون بنيانا مرصوصا يشد بعضه بعضا.
وأختم هذا الموضوع بهذه الآية الكريمة ﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَا كُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللهِ أَتْقَاكُم إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾
إعداد حامل الأمانة الثقيلة: عبدي عبد الله جابر بن بوزيان/ قسم القدوة
|